2025-10-12 - الأحد

السعودية تحقق قفزة اقتصادية بـ 1.1 مليار ريال من صادرات تقنية مبتكرة

{title}

قصة شحنة صغيرة لا يتجاوز وزنها سيارة صغيرة صدرتها السعودية بقيمة 1.1 مليار ريال. إنها ليست مجرد صادرات بل بداية تحول اقتصادي تصنعه المملكة. حيث تنتقل من الاعتماد على الكمية والموارد التقليدية إلى اقتصاد قائم على القيمة والمعرفة والابتكار. وفقًا لتقرير حديث صادر عن هيئة الزكاة والضريبة والجمارك. تعكس هذه الشحنة التي لا تملأ سوى جزء من طائرة شحن قدرة السعودية على تحويل الوزن الصغير إلى أرباح هائلة.

وأوضحت الشحنة كيف يمكن تحويل المنتجات التقنية والدوائية الدقيقة إلى صادرات تنافس الأسواق العالمية الأكثر تطلبًا. هذه الشحنة الصغيرة تحكي قصة اقتصاد عميق ومبتكر. حيث لم تعد قيمة المنتج تُقاس بكمه أو حجمه، بل بمدى تعقيده التقني وإمكاناته في خلق عوائد استثنائية.

وأكدت الشحنة أنها ليست مجرد تجارة بل رمز لنجاح رؤية 2030 في تعزيز الصناعات المتقدمة وفتح آفاق جديدة أمام المملكة لتصدير المعرفة والتقنية. وبناء اقتصاد مستدام يوازن بين الربحية والجودة والمسؤولية البيئية.

ونوهت البيانات إلى أن هذه الصادرات شملت منتجات دوائية ومعدات طبية دقيقة وإلكترونيات متطورة، أُدرجت ضمن رموز جمركية متقدمة. بينما كانت المملكة سابقًا تحتاج إلى تصدير 2.7 مليون برميل نفط لتحقيق نفس القيمة، أصبح اليوم ممكنًا تحقيقها من شحنة لا تملأ سوى جزء من طائرة شحن.

وشددت المفارقة الاقتصادية على مدى التحوّل النوعي في إستراتيجية التصدير، من التركيز على الحجم إلى التركيز على القيمة والجودة والابتكار. تعكس هذه الشحنة نتائج رؤية 2030 في تنويع مصادر الدخل الوطني عبر الاستثمار في الصناعات التقنية والدوائية.

وبينت المملكة أنها تمكنت من دخول أسواق كانت محتكرة سابقًا لدول متقدمة لتصبح اليوم مصدرًا للمعرفة والتقنية عالية القيمة. هذا التحول لا يعكس فقط النجاح الاقتصادي، بل يؤكد على قدرة المملكة على المنافسة في أسواق متقدمة عالميًا.

وأهم ما كشفت عنه التحليلات هو أن القيمة المضافة لهذه الصادرات تجاوزت 90%، مقارنة بنحو 40% فقط في الصادرات النفطية التقليدية. إنتاج هذه السلع يتطلب عمالة متخصصة ومهارات عالية، مما يسهم في خلق وظائف مرتفعة الأجر وتطوير رأس المال البشري السعودي.

كما يعزز هذا النوع من الصادرات استدامة النمو الاقتصادي ويحد من الاعتماد على الموارد التقليدية، ويقود الاقتصاد نحو الابتكار والقيمة المضافة. تم توزيع هذه الصادرات على أسواق كبرى تشمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان.

وأبرز نجاح السعودية في خلق حضور عالمي للمنتجات عالية التقنية، حيث نمت الصادرات غير النفطية لهذه الأسواق بنسبة 65% خلال العام الماضي. تتمتع هذه المنتجات بميزة بيئية لافتة، إذ إن انبعاثاتها الكربونية لا تتجاوز 0.002% مقارنة بالصادرات التقليدية.

كما أن إنتاجها واستهلاكها للطاقة محدود ونفاياتها قليلة، مما يجعلها متوافقة مع مستهدفات السعودية الخضراء. قصة 1.1 مليار ريال بوزن 2.7 طن ليست مجرد أرقام، بل رمز لتحول سعودي عميق.

فهي تمثل الانتقال من بيع المواد الخام إلى تصدير المعرفة والابتكار والتقنية، في رحلة تؤكد أن السعودية أصبحت مصدرًا للقيمة والمعرفة وليس مجرد النفط. وقصة نجاح اقتصادي يكتب فصوله الآن أمام العالم.