أعلنت الحكومة الأفغانية في كابل عن انتهاء العمليات العسكرية على الحدود مع باكستان، مشيرة إلى أن هذا القرار جاء بعد تقييم شامل للوضع الأمني. وقد جاءت هذه الخطوة في وقت حساس، حيث كانت التوترات بين البلدين قد تصاعدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.
وأوضحت وزارة الدفاع الأفغانية أن العمليات استهدفت مراكز تجمع للمسلحين على الحدود، حيث شهدت العديد من الاشتباكات التي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من الجانبين. وذكرت المصادر أن العمليات العسكرية كانت تهدف إلى تأمين الحدود ووقف أي نشاطات معادية قد تؤثر على الاستقرار في المنطقة.
وأكدت كابل أنها ستعمل على تعزيز التعاون الأمني مع باكستان من أجل تحقيق سلام دائم على الحدود. وبينت أن الحوار والتفاوض سيكونان الوسيلتين الأساسيتين لحل أي نزاعات مستقبلية، مشددة على أهمية العلاقات الجيدة بين الجارتين.
ونوهت الحكومة إلى أن الاتصالات مع السلطات الباكستانية قد بدأت بالفعل، حيث تم الاتفاق على آليات مشتركة لمراقبة الحدود ومنع أي تجاوزات قد تحدث. وقد تم تحديد نقاط تفتيش جديدة لضمان سلامة المواطنين من الجانبين.
كما أضافت الوزارة أن هناك اهتماما كبيرا من قبل المجتمع الدولي لضمان استقرار المنطقة، حيث تم تلقي دعم من دول عدة تسعى إلى تعزيز الأمن في أفغانستان وباكستان. واستقبلت كابل هذا الدعم بإيجابية، مؤكدة على أهمية الشراكة الدولية في مكافحة الإرهاب.
وأشارت التقارير إلى أن حياة المدنيين على الحدود قد تأثرت بشكل كبير نتيجة النزاعات المستمرة، حيث كانت هناك حالات نزوح للعديد من الأسر. وأكدت الحكومة الأفغانية أنها ستقوم بتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للمتضررين من الأحداث الأخيرة.
وأوضحت كابل أن المرحلة المقبلة ستشهد جهودا مكثفة لإعادة بناء الثقة بين الشعبين، حيث يتم التخطيط لتنظيم فعاليات ثقافية واجتماعية لتعزيز التفاهم المتبادل. وأشارت الوزارة إلى أهمية تعزيز التبادل التجاري بين البلدين كخطوة مهمة نحو تحقيق السلام الدائم.
كما قالت الوزارة إن الأمن سيكون أولوية قصوى خلال المرحلة المقبلة، حيث سيتم نشر تعزيزات أمنية على الحدود لضمان عدم تكرار الأحداث السابقة. وشددت على أن أي اعتداء على الأراضي الأفغانية لن يتم التساهل معه، وأن الرد سيكون حاسما.
وأعربت الحكومة الأفغانية عن أملها في أن تسهم هذه الخطوات في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وأن تكون نقطة انطلاق نحو علاقات أفضل بين أفغانستان وباكستان. وتعتبر هذه الخطوة خطوة إيجابية نحو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
