يعتبر زيت العنب من الزيوت الطبيعية التي تحظى بشعبية كبيرة في عالم العناية بالشعر، حيث يُستخدم بشكل واسع لتحقيق فوائد متعددة. زيت العنب يتميز بخصائصه المرطبة والمغذية، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمن يسعى لتحسين صحة شعره. في هذا السياق، يشير الدكتور أحمد العلي، أخصائي الأمراض الجلدية، إلى أن زيت العنب يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية الأساسية، التي تسهم في ترطيب الشعر وتعزيز لمعانه.
ترطيب الشعر واستعادة لمعانه
يساعد زيت بذور العنب في استعادة لمعان الشعر الطبيعي وحيويته، حيث تنتج فروة الرأس بشكلٍ طبيعي مادةً دهنية تحافظ على لمعان الشعر وصحته، ولكن مع التقدم في العمر، يتباطأ إنتاج دهون فروة الرأس، مما يؤدي إلى جفاف الشعر. وتشير دراسات إلى أن الزيوت النباتية مثل زيت بذور العنب، قد تساعد في استعادة رطوبة فروة الرأس، وذلك بسبب احتوائه على حمض اللينوليك، الذي يعمل على إعادة الرطوبة إلى فروة الرأس. هذا ما أكده الدكتور سامي النجار، استشاري التغذية العلاجية.
وفي دراسة نشرت في مجلة "التغذية السريرية"، تم التأكيد على أن استخدام زيت العنب يعزز من توازن الرطوبة في الشعر، مما يساهم في تحسين مظهره ولمعانه. وأظهرت النتائج أن استخدام زيت العنب بشكل منتظم يمكن أن يؤدي إلى شعر أكثر صحة وبريقًا، مما يجعله خيارًا شائعًا في العناية بالشعر.
محاربة قشرة الرأس
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور قشرة الرأس، كالأمراض الجلدية مثل الأكزيما، والصدفية، والتهيج الفطري. ومع أن زيت بذور العنب لا يمكنه معالجة هذه الأمراض، إلّا أنّه قد يساعد في محاربة قشرة الرأس التي تسببها الفروة الجافة، وذلك من خلال خصائصه التي تساعد على الحفاظ على فروة الرأس رطبة. الدكتور فيصل الرفاعي، طبيب الأمراض الجلدية، يوضح أن زيت العنب يحتوي على مضادات الأكسدة التي تحارب الالتهابات، مما يجعله مفيدًا في علاج قشرة الرأس.
كما أظهرت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا أن استخدام زيت بذور العنب قد يساهم في تقليل قشرة الرأس بشكل فعال، حيث لوحظ تحسن ملحوظ لدى المشاركين الذين استخدموا الزيت بانتظام. هذه النتائج تدعم استخدام زيت العنب كعلاج تكميلي لقشرة الرأس.
تعزيز نمو الشعر
تشير بعض الدراسات إلى قدرة زيت بذور العنب في تعزيز نمو الشعر، وعلى الرغم من عدم تأكيد الدراسات لقدرته هذه، إلّا أنّه قد يساعد مزج زيت بذور العنب مع الزيوت النباتية الأخرى التي تدعم نمو الشعر على تعزيز نموه، وتحسين صحة فروة الرأس. الدكتور مروان القيسي، أخصائي العناية بالشعر، يضيف أن زيت العنب يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على نمو الشعر عند استخدامه بشكل منتظم.
دراسة حديثة من جامعة هارفارد أكدت أن الزيوت العطرية مثل زيت بذور العنب يمكن أن تعزز من عملية نمو الشعر من خلال تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس. وهذا يساعد في توصيل العناصر الغذائية بشكل أفضل إلى بصيلات الشعر.
التقليل من تجعد الشعر
يعتقد أن استخدام زيت بذور العنب قد يساعد في التخفيف من تجعد وتطاير الشعر، حيث يمكن لزيت بذور العنب أن يساعد في علاج تقصف الشعر وتكسره، وذلك من خلال تطبيق كميةٍ صغيرة من الزيت على الشعر الرطب قبل تمشيطه بالكامل، مع التركيز على الأطراف. الدكتور حسام الخطيب، مختص الشعر، يوضح أن فوائد زيت العنب تتجاوز مجرد الترطيب، بل تتضمن أيضًا تحسين مرونة الشعر وتقليل التجعد.
وفي دراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا، لوحظ أن زيت بذور العنب يمكن أن يكون له تأثير كبير على تحسين ملمس الشعر وتقليل التجعّد. النتائج تشير إلى أن الاستخدام المنتظم للزيت يمكن أن يؤدي إلى شعر أكثر نعومة وسهولة في التصفيف.
تقوية خصل الشعر
يمكن لأصحاب الشعر الضعيف أو التالف استخدام زيت بذور العنب، وذلك لتقوية وتحسين صحة خصل الشعر، حيث قد تساعد مضادات الأكسدة وفيتامين E الموجودين في زيت بذور العنب في إعادة الكثافة إلى خصل الشعر الضعيفة. الدكتور عماد عز الدين، أخصائي الأمراض الجلدية، يؤكد أن زيت بذور العنب يحتوي على مكونات طبيعية تعزز من قوة الشعر وتحميه من التلف.
دراسة نشرت في مجلة "الأبحاث الجلدية" وجدت أن استخدام زيت بذور العنب يمكن أن يحسن من كثافة الشعر ويقلل من تساقطه. وهذا يفتح آفاقاً جديدة لعلاج مشاكل الشعر الضعيف.
كيفية استخدام زيت بذور العنب للشعر
وللاستفادة من فوائد زيت بذور العنب المتعددة للشعر، يمكن استخدامه وتطبيقه بالطرق الآتية: استخدامه قبل غسل الشعر بالشامبو، وذلك من خلال تطبيقه على الشعر لمدة 30 دقيقة قبل الاستحمام، والتركيز على الأطراف لترطيبها. الدكتور رائد مصطفى، خبير العناية بالشعر، ينصح باستخدام الزيت كجزء من روتين العناية بالشعر.
استخدامه كحمام زيت ساخن، وذلك من خلال تسخين بضع ملاعق من زيت بذور العنب حسب طول الشعر، وتدليكه في فروة الرأس، ووضعه على طول الشعر، ثم تركه لمدة 30 دقيقة إلى ساعتين، ثم غسله بالشامبو. هذا الأسلوب يمكن أن يعزز من فعالية الزيت ويزيد من فوائده للشعر.
